لِمـنِ الـدارُ أقفـرتْ بالجَنَـابِ |
غيـر نُـؤيٍ ودمْنَـةٍ كالكِتـابِ
|
غَيّرَتْهَـا الصِّبَـا ونفـخُ جنـوبٍ |
وشمـالٍ تـذرو دقـاقَ التّـرابِ
|
فَتَـرَاوَحْنَهَـا وكـل مُـلِـثٍّ |
دائمِ الرعدِ مُرجَحِـنِّ السحـابِ
|
أوحشتْ بعد ضُمَّـرٍ كالسعالِـي |
من بنـاتِ الوجيـهِ أو حـلابِ
|
ومـراحٍ ومـسـرحٍ وحـلـولٍ |
ورعابيـبَ كالـدُّمـى وقبـابِ
|
وكهـولٍ ذوي نـدىً وحلـومٍ |
وشبابٍ أنـجادِ غُلـبِ الرقـابِ
|
هَيَجَ الشـوقَ لِي معـارفُ منهـا |
حينَ حلّ الـمشيبُ دارَ الشبـابِ
|
أوطنتها عُفـرُ الظبـاء وكانـت |
قـبـلُ أوطـانَ بُـدَّنٍ أتـرابِ
|
خـردٍ بينَـهُـنّ خـودٌ سَبَتْنِـي |
بِـدلالٍ وهيـجـت أطـرابِـي
|
صعـدةٌ ما عـلا الحقيبـةَ منهـا |
وكثيبٌ ما كان تَحـتَ الحقـابِ
|
إننـا إنَّـمـا خُلِقْنَـا رُؤوسـاً |
مَنْ يُسـوّي الـرؤوسَ بالأذنـابِ
|
لا نَقِي بالاحسابِ مـالاً ولكـن |
نَجعل الـمالَ جُنّـةَ الأحسـابِ
|
ونَصُـدُّ الأعـداءَ عنـا بضـربٍ |
ذي خِـذامٍ وطَعْنِنَـا بـالحـرابِ
|
وإذا الخيلُ شَمّرتْ فِي سنا الحَـرْبِ |
وصـارَ الغُبـارُ فـوق الـذُّؤابِ
|
واستجارتْ بنا الخيـولُ عِجـالاً |
مُثقَـلاتِ المـتـونِ والأصـلابِ
|
مُصغياتِ الخدودِ شُعثَ النواصـي |
فِي شـماطيـطِ غـارةٍ أسـرابِ
|
مُسـرعـاتٍ كـأنَّهـنَّ ضِـراءٌ |
سَمعتْ صـوتَ هاتـفٍ كـلاّبِ
|
لا حقاتِ البطونِ يصلهـنَ فخـراً |
قد حوينَ النهـابَ بعـد النهـابِ
|