بدأت الشوكولاتة بحبة الكاكاو( كما اوضحنا في تقرير مفصل في الذواقة)
والتي كانت وخلال قرون تهرس ثم تؤكل. ويمتد تاريخ الشوكولاتة زمناً منذ
2000 قبل الميلاد وحتى اليوم (كما أشرنا)، ويحكي لنا التاريخ بدايات هذه
الحلوى العجيبة إذ يقال بأنه في عام 1519م قام هيرناندو كوريتز بتذوق «
الكاكاو» والذي كان الشراب المفضل للمنتزوما الثاني آخر الأباطرة
الأزتكيين وقد لاحظ كورتيز بأن الأزتكيين يعاملون حبات الكاكاو التي
يصنعون منها شرابهم المفضل وكأنها مجوهرات ثمينة، فقرر حملها معه إلى
أسبانيا وبدأ في صناعة مشروب الشوكولاتة منها مع إضافة السكر إليه.
وهناك روايات تؤكد بأن أول من أحضر الكاكاو إلى أسبانيا هو كولومبس بعد
رحلته الرابعة إلى العالم الجديد، ولكن نظراً لأن سفينته كانت تحمل أشياء
أخرى فإن جوز الكاكاو أهمل تماماً آنذاك المهم أن كل الروايات تؤكد أن
الكاكاو أحضرت إلى أسبانيا.
وقد أخفيت طريقة صنع الشراب منها حتى تتمتع طبقة النبلاء وحدها بالمشروب
اللذيذ ولكن انكشف السر في آخر الأمر وشاعت شهرة المشروب في البلدان
الأخرى.
وفي منتصف القرن السادس عشر اكتسب شراب الشوكولاتة شهرة واسعة في فرنسا.
وقام أحد التجار الفرنسيين بافتتاح أول محل لبيع شراب الشوكولاتة الحار في
لندن، وبحلول القرن السابع عشر صارت محلات الشوكولاتة في إنجلترا تضارع
محلات القهوة في الشهرة.
وفي عام 1765م افتتح أول مصنع للشوكولاتة في مستعمرة ماساشوستس. وبعدها
بحوالي ستين سنة قام الكيميائي الهولندي كونارد فان هوتن باختراع معصرة
كاكاو مما مكن مصنعي الحلوى بعمل حلويات الشوكولاتة بخلط زبدة الكاكاو مع
بودرة السكر.
وفي عام 1876 قام أحد مصنعي الحلوى السويسريين بتطوير صناعة شوكولاتة
الحليب وذلك بإضافة الحليب المكثف لسائل الشوكولاتة، ويتحصل على سائل
الشوكولاتة هذا كمنتج ثانوي غير متخمر من اللحم الداخلي لحبة الكاكاو. وقد
قام السويسريون أيضاً بإضفاء قوام ناعم للشوكولاتة بواسطة عملية تصنيفية
تسمى «كونشنج» وتعني الشكل المحاري وبشير إلى شكل أوعية التخمر القديمة
والتي تشبه المحار حيث كانوا يخلطون فيها أجزاء الشوكولاتة حتى يصير
القوام ناعماً