علم العروض معلومات ودروس

موضوع: علم العروض معلومات ودروس 03/09/08, 11:15 am

ماذا تعرف عن علم العروض؟

تعريفه:
العروض هو تلك الصناعة التي يميــَّـز بها صحيح أوزان الشعر العربي
من سقيمها، إذ به يعـرف مــوزون الشعــر مـن مكسـوره وما قد يعتريه
مـن زحافـات وعـلل، شأنـه في ذلك شأن النحو الذي هو معيار الكلام، به
يعرف معربه من ملحــونـه.
مجاله:
ومجال اشتغال هذا العلم هو الشعر العربي بما هو فن عربـي أصيــل متجذر
في الثقافة العربية (الشعر ديوان العرب) وبما هو بنية إيقاعية ذات شروط
جمالية متميزة.
مؤسسه:
مؤسس هذا العلم هو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي.
ولد في البصــرة سنة (100هـ/ 718 م) وتوفي بها سنة (170 هـ / 786م)
وهو علم في اللغة والأدب والنحو.
وقد برزت قبل الخليل محاولات لرصد الظواهر العروضية من لدن بعض
الشعـراء لم تتضح ملامحها، حتى إذا ما جاء عصر التدوين تمكن الخليل
من بلورة هذا العلم في صيغـة متكــاملة.
وكان الشعراء قبله ينظمـون الشعـر علــى طــراز مـن سبقهـم، أو استنادا
إلى ملكتهم الخاصـة.
أسباب وضعه
يعزى سبب وضع علم العروض إلى عاملين اثنين:
أ‌- عامل حضاري:
لا يخفى على المهتم أن الشعر العربي يعتبر ديوان العرب، ووسيلة من
وسائل تحصين مناقبها وتخليد مآثرها، إذ استوعب حياتهم الاجتماعية
والسياسية وتراثهم الثقافي بصفة عامة.
هذه الاعتبارات جعلت الخليل بن أحمد يخشى ضياع هذا الشعر، سيما بعد
اختلاط العرب بغيرهم من الأمم الأخرى كالفرس والروم أيام الفتوحات
الإسلامية، مما حدا به إلى التفكير
في إيجاد قواعد تؤمنه وتصونه من الضياع، فاهتدى إلى وضع هذا العلم.
ب‌- عامل ثقافي:
ومما ساعد الخليل بن أحمد على وضع علم العروض وتأصيله، معرفته
الواسعة بالإيقاع والأنغام. فقد قيل إنه مر يوما بسوق الصفارين، فسمع
دقدقـة المطـارق على الطسوت، فهداه تفكيره إلى توظيف تلك الأصوات
فـي تتابعهـا وذبذباتـهـا في تقطيع أبيات الشعر. وقيل إن تنافسا حادا نشأ
بينه وبين سيبويه (واضع النحو العربي) دفعه إلى التفكير في وضع علم
يختص به.
أسباب تسمية هذا العلم بالعروض:
- قيل إن الشعر يعرض عليه فيظهر المتزن منه من المكسور.
- وقيل إن الخليل ألهم هذا العلم بمكة التي من أسمائها ((العروض)) فسماه
بها تيمنا.
- وقيل إن المراد بالعروض الناقة الصعبة، وسمي هذا العلم باسمها لصعوبته.
أهداف الخليل من وضع العروض:
إن الخليل بوضعه لعلم العروض، كان يتغيا تحقيق جملة من الفوائد، أهمها:
- تجنيـب الشـعـراء الـوقــوع فــي الـزلـل حيـن إبـداع الشعــر أو إنشــاده.
- معـرفــة مــا يجــوز دخـولــه مـن تغييــرات عـلـى الشعــر ومـا لايجــوز.
- التمييــز بيـن مـا هـو شعر، وما هو غير شعر كالنثر المرسل والمسجوع.
- دحـض الـرأي الـذي يـزعم أن القرآن الكريم شعر، وهو ليس بشعر بدليل
قوله تعالى:
((ومـا عـلـمـنــاه الشعــر ومـا ينبـغـي لـه، إن هـو إلا ذكـر وقـرآن مبيـن))
- إعــداد المتعـلـم -الموهوب خاصة- لقول الشعر على غرار الشعر العربي.
محاولات تجديدية بعد الخليل:
بعد الخليل برزت محاولات تجديدية في أوزان الشعر، على يد شعراء تبرموا
مـن صـرامة قـوانين الخليل، كأبي العتاهية الذي سئل: هل تعرف العـروض؟
فأجـاب: أنـا أكبـر مـن العـروض، وبرهـن على ذلك بنظم أبيــات علـى وزن
لـم يكـن معـروفـا لـدى العـرب، سمـاه بعـض الـدارسيــن "دق النـاقــوس"
وفـي الأندلــس ظهــرت أوزان جديـدة عـرفـت بالمـوشحـات، كفن استدعته
مستجــدات الفتــرة والتحـولات الحضـاريـة التـي عـرفتهـا البيئة الأندلسية.
أمـا في العصـر الحديث، فستبرز محاولات لكسر نمطية إيقاع الشعر العربي،
توجها ظهور حركة شعرية رافضة، دعـت إلـى تثوير البنية الإيقاعية للشعر
العـربــي، نعـتـت بحــركــة الشعــر الـحــر أو تـجــربـة الشـعـــر الـجديـــد.